أبو اليزيد لـ"طاقة نيوز"  مصر تقترب من الإكتفاء الذاتي من السكر..  وإستهلاك المواطن السنوي يصل لـ34 كجم

يمثل محصول بنجر السكر مصدرا أساسيا من مصادر الدخل للفلاح المصري في موسم الشتاء، نظرا لإعتماده على العائد منه.. وأيضا الدولة تعتمد عليه في إنتاج سلعة السكر حيث تنتج مصر من البنجر مايقرب من مليون ونصف المليون طن سكر سنويا بنسبة  60% من حجم إنتاج السكر المحلي.. [caption id="attachment_7285" align="alignnone" width="799"]الدكتور أحمد أبواليزيد رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للسكر الدكتور أحمد أبواليزيد رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للسكر[/caption] وتحتل شركة الدلتا للسكر النصيب الأكبر من إنتاج سكر البنجر بما يقرب من 300الف طن سنويا بنسبة تقارب23%من إنتاج شركات السكر من البنجر والتي وصل عددهم الى 8 شركات.

إرتفاع إنتاج السكر

في الشهور الماضية شهد محصول البنجر إهتماما  كبيرا من جانب شركات السكر، فضلا عن إرتفاع إنتاج مصر من السكر بنسبة وصلت لـ83% من الاستهلاك المحلي، ومع ذلك يبقى الكثير من الأسئلة حول منافسة الشركات في إنتاج السكر؟تحديات صناعة السكر وتطورها؟ المساحة المزروعة من بنجر السكر؟ وغيرها من الاسئلة التي نتعرف عليها من خلال الحوار التالي مع الدكتور أحمد أبواليزيد رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للسكر. ماهو حجم انتاج شركة الدلتا للسكر؟ شركة الدلتا للسكر، إحدى الشركات القومية التابعة للدولة، وهي تتوسع في إنتاج السكر حتى وصل إنتاجها في الموسم الأخير إلى  حوالي 300 ألف طن سكر سنويا نتيجة التعاقد على زراعة 114 الف فدان لمحصول البنجر وذلك عن طريق 70 ألف مزارع. هل هناك منتجات أخرى للشركة غير السكر؟ نعم، تنتج الشركة السكر كمنتج رئيسي بالإضافة إلى منتجات ثانوية أخرى مثل تفل البنجر والذي يقترب إنتاجه من 120 إلى 130 ألف طن سنويا، و يستخدم في صناعة  منتجات الأعلاف. فضلا عن منتج المولاس الذي يقترب إنتاجه من 130 ألف طن سنويا، ويدخل في العديد من الصناعات منها الخميرة والكحول الإيثيلي، والصناعات الكيميائية. هل تقوم الشركة بالتصدير الى الخارج؟ بالتأكيد هناك تعاون تجاري مع بعض الدول مثل الإمارات حيث تم التعاقد معهم لتصدير سكر المكعبات، لاسيما وأن هناك قيمة مضافة أخري ستضاف اليه مثل النعناع  وغير ذلك من النكهات، فضلا عن تصدير ما يقرب من 80%  من المولاس وتفل البنجر . وأيضا هناك تعاون إفريقي حيث يتم الإعداد لتصدير سكر مكعبات "بني" لدولة كينيا. حدثنا عن إنتاج مصر من السكر؟ مصر تنتج سنويا ما يتراوح من مليونين و200الف طن الي مليونين و450 الف طن من السكر، حيث تنتج من قصب السكر 900 الف طن  سنويا ومليون و450الف طن سكر من البنجر. والعام الماضي انتجنا مليونين و450 مليون طن سكر، وبهذا تكون مصر وصلت  الى اكتفاء ذاتي يقترب من 83%  من الإحتياج المحلي لمنتج السكر، وهذا لم يحدث  منذ أكثر من 10سنوات. ماذا عن إستهلاك المصريين للسكر؟ تستهلك مصر سنويا 3,3 مليون طن سكر، فمتوسط إستهلاك  المواطن من السكر سنويا يتراوح من 32 الى 34 كيلو جرام ، فالسكر سلعة هامة نظرا لأنه أرخص مصدر لطاقة الإنسان  فكيلو السكر يتراوح سعره من 8 الى 9 جنيه، أما مصادر الطاقة الأخرى من ألبان ولحوم فأسعارها عالية جدا لذلك أصحاب المهن الشاقة يستهلكون السكر بكثرة. ماذا عن المساحة المزروعة بنجر السكر؟ تزداد  المساحة المزروعة بنجر السكر،  حيث زادت من 485الف الى 590 الف فدان، بما يشكل تطورا هائلا في زراعة بنجر السكر فضلا عن المساهمة في الحفاظ على توافر المنتج المحلي لاكبر فترة ممكن من العام. ماذا عن الشركات العاملة في صناعة السكر في مصر؟ يوجد 8 شركات  تعمل في مجال إنتاج السكر من البنجر، 5 تابعين للدولة ، و3 قطاع خاص، فهذه الشركات تتنافس على مايقرب من 600 الف فدان. هل يستفيد المزارع من هذا التنافس؟ نعم يستفيد المزارع من وجود منافسة قوية بين هذه الشركات، لاسيما وأن كل شركة تعطي حقبة من المزايا والمنح لترغيب الفلاحين في التعاقد معها.

حوافز للمزارعين

ماهي  مزايا الدلتا للسكر لكي يتعاقد معها المزارع؟ أعلنت شركة الدلتا للسكر عن العديد من المزايا للمزارعين المتعاقدين معها منها: إعفاء مزارعي العروة المبكرة من ثمن التقاوي بشرط التوريد في الوقت المحدد.، فضلا عن زيادة هذه العلاوة من 120 جنيها للطن الى 180 جنيها، مع صرف رشة مجانية للتسميد الورقي وايضاً دعم خدمة الارض " الحرث " بمبلغ 300 جنيه للفدان بمتوسط 16 جنيه لكل طن بنجر مورد بجانب صرف حافز 25 جنيه لكل طن على درجة حلاوة تزيد عن 16% وهى اقل نسبة حلاوة يتم احتسابها للمزارع، و أيضا دعم مبيدات مقاومة دودة ورق القطن ومبيدات خنفساء البنجر بمبلغ 100 جنيه للفدان. كما ان الشركة ستتحمل تكاليف الزراعة الالية لتوفير نفقات الزراعة بمعدل 300 جنيه للفدان وصرف حافز نظافة البنجر الذى سيتم توريده فى الموسم المقبل من 5 الى 9 جنيهات لكل طن حسب درجة النظافة ﻭانه لأول مره سيتم صرف حافز فرق نولون زيادة 20 جنيه كحد أدنى لكل طن بنجر مورد لمزارعي نطاق محافظتي كفر الشيخ والغربية، بالإضافة لمركزي بلقاس والستاموني بالدقهلية. فضلا عن السماح  بقبول نسبة شوائب حتى 8% من بداية الموسم ولمدة شهر وفى ايام سقوط الأمطار طوال موسم التوريد كما ستتحمل شركة الدلتا للسكر تكاليف نقل المحصول للمصانع بمتوسط 65 جنيه لكل طن بنجر مورد مع توفير المبيدات والمخصبات المعتمدة والمسجلة اللازمة للمحصول بالأجل ومحاسبة المزارع بعد التوريد بجانب توفير الخدمات الإرشادية للمزارع بكافة المناطق بالتعاون مع مجلس المحاصيل السكرية ،بخلاف المميزات الأخرى المقدمة قبل ذلك للمزارعين. هل هناك سياسة معينة للشركة  في التعاقد مع المزارعين؟ نحن نسعى دائما الى جذب أكبر عدد من المزارعين، عن طريق الكثير من المزايا والمنح، فضلا عن ذلك فهناك بعض المساحات لدى وزارة الزراعة  وصلت لـ 20 الف فدان  خالية تعاقدنا على زراعتها، فالدلتا للسكر بعد عمليات التطوير الأخيرة التي شهدتها أصبح لديها القدرة على إستقبال ما يقرب من  2,4 مليون طن بنجر سنويا. ماهي تحديات صناعة السكر في مصر؟ بالتاكيد من أهم التحديات التي تواجه هذه الصناعة الهامة هي الزيادة السكانية حيث تتراوح من2,2مليون الى  2,3 مليون مواطن سنويا وهذا يمثل تحديا قويا فالزيادلة السكانية سريعة جدا ونعمل جاهدين على مواكبة التطور السكاني الهائل. فضلا عن وجود تحدي أخر ايجابي وهو التوسع في إنشاء الصناعات الغذائية التي تعتمد على السكر، وأيضا الثقافة الغذائية في التعامل مع السكر. ولذلك يجب العمل على التوسع في الإستثمارات الصناعية في إنتاج السكر حتي نواجه هذه التحديات، وإننشار الثقافة الغذائية ونظام التوعية االغذائية للحد من إستخدام السكر، فإذا ما تحقق ذلك نستطيع أن نقول اننا قريبا سنصل الى مرحلة الإكتفاء الذاتي من السكر. هل هناك تطور في صناعة السكر بمصر؟ شهدت مصر في الفترة الأخيرة تطورا هائلا في صناعة السكر وذلك من خلال إستراتيجية واضحة تشرف عليها وزارة التموين والتجارة الداخلية وذلك بالإشتراك مع عدد من الوزارات منها الصناعة والزراعة والإستثمار، فكل وزارة لها دور تقوم به. ماهو دور هذه الوزارات في هذا التطور؟ بالتأكيد لكل وزارة دور تقوم به، فوزراة الزراعة مثلا تقوم بتطوير عملية زراعة المنتج  فضلا عن تطوير إنتاجية المحاصيل السكرية والمسوؤل عن ذلك مجلس المحاصيل السكرية وهوتابع لوزارة الزراعة، حيث  يتعاون مع المصانع التي تعمل في المنتجات السكرية فضلا عن التعاون مع الباحثين في هذا المجال والمعاهد البحثية المختصة بالمحاصيل السكرية، ولأول مرة أصبح لدينا كلية خاصة بتكنولوجيا المحاصيل السكرية بجامعة اسيوط. فهناك مصدرين لإنتاج السكر وهما القصب، والبنجر، ولذلك هناك خطة واضحة لوزارة الزراعة لزيادة انتاجية المحاصيل، تتبلور هذه الخطة في زيادة انتاجية السكر من القصب عن طريق التوسع الرأسي في المحصول بالاستخدام الأمثل للمساحة ووحدة المياه فمصر تزرع ما يقرب من  345الف فدان من قصب السكر. فضلا عن  تطوير الميكنة الزراعية  بالإضافة الى تطوير الري، والمعاملات الزراعية من تسمين ومكافحة، وزراعة الأصناف الحديثة عالية الإنتاجية حتي يصل إنتاجية الفدان من 40 الى 50 طن من القصب.

تطوير زراعة البنجر

وهل هناك خطة لتطوير زراعة بنجر السكر ؟ نعم، للدولة خطة واضحة أيضا  في تطوير زراعة بنجر السكر  حيث تعمل على تطوير المحصول بشكل رأسي وأفقي، فالتطوير الرأسي  يشمل زيادة إنتاجية الفدان عن طريق التحول التدريجي من زراعة الأصناف عديدة الأجنة الى الأصناف أحادية الأجنة فهي تعطي إنتاجية أعلي بمعدل من 50 الى 70% عن المحاصيل العادية فضلا عن وجود منظومة ري وتسمين وميكنة زراعية تدخل في الزراعة والحصاد كل ذلك يعطي انتاجية أكثر. [caption id="attachment_7868" align="alignnone" width="342"]ابواليزيد يتفقد مصنع سكر البنجر بكفرالشيخ ابواليزيد يتفقد مصنع سكر البنجر بكفرالشيخ[/caption] وأما عن التطوير الأفقي في زراعة محصول البنجر فنجد أن المساحة المزروعة منه  زادت من 485 ألف فدان الى ما يقرب من 600 ألف فدان فضلا عن أن التنافس بين الشركات وطرح المزيد من المزايا والمنح يجعل الفلاح يعمل على زيادة المساحة المزروعة من بنجر السكر هل تساهم الشركة في هذا التطوير؟ بالفعل  قامت الشركة بالإعلان عن مبادرة تنفيذية لتحسين وتطوير زراعة بنجر السكر فى محافظة كفر الشيخ خلال العام الماضى، وإجراء تجارب إرشادية بالتعاون مع الشركات المنتجه للتقاوي والجهات التنفيذية الزراعية لنشر زراعة التقاوى الحديثة أحادية الأجنة وعالية الإنتاجية ،الأمر الذى يترتب عليه زيادة المساحات المزروعة من الأصناف الحديثة عالية الإنتاجية هذا العام . حيث  تم زراعة 500 فدان  على مستوى محافظة كفرالشيخ كتجربة للوسائل الحديثة في زراعة بنجر السكر وبالفعل كانت نتيجة هائلة وأصبح المزارعين يقبلون على زراعة أصناف البنجر أحادية الأجنة. ماهو دور وزارة الاستثمار في تطوير صناعة السكر؟ المحور الثاني من خطة الدولة في تطوير صناعة السكر يأتي بالتعاون  مع وزراة الإستثمار وذلك عن طريق جذب المستثمرين الى هذا القطاع الصناعي الهام، فأكبر مشروع لإنتاج السكر من البنجر يقام على أرض المنيا عن طريق مشروع الغرير وبمساحة حوالي 180الف فدان، ويعمل هذا المصنع خلال 5 سنوات. وياتي دور وزارة الصناعة في تسهيل كافة الإجراءات لإقامة هذه المصانع وتقديم الخدمات التي تساعد على الإنتهاء منها في أسرع وقت. ماذا عن تطوير المصانع؟ لا شك أن المحور الثالث من مراحل تطوير صناعة السكر في مصر يكون عن طريق تطوير المصانع وتاهيلها ورفع قدراتها وهذا ما قمنا به العام الماضي وقام وزير التموين بإفتتاح هذا التطوير في مصنع كفرالشيخ فكل المصانع تعمل على رفع قدراتها الاستيعابية . هل تتابع المزارعين المتعاقدين مع الشركة؟ نعم اتعامل مباشرة مع الفلاحين لمعرفة مدى رضاهم عن الشركة، وذلك من خلال زياراتي للمصنع، حيث أذهب اليهم وأتحدث معهم عن محصول البنجر وهل هناك مشاكل يقابلونها أثناء توريد المحصول، او اثناء التعاقد، ويتم حل أي مشكلة من هذا النوع فورا.

مشروعات جديدة للشركة

هل هناك مشروعات أخرى للشركة؟ بالفعل  تم الإشتراك بنسبة 5%  في إحدي المشروعات الخاصة لشركة البتروكيماويات لإنتاج كحول الإيثانول من المولاس بالتعاون مع الشركات العاملة في إنتاج المولاس الخاصة بشركات السكر. ماذا عن هذا المشروع؟ يهدف هذا المشروع الى انتاج الايثانول من المولاس، لكي يتم خلطه بالبنزين بنسبة معينة لوقايته من التلوث ولجودة البنزين لاستخدامه في الصناعة بدلا من الاستيراد، فضلا عن القيمة المضافة التي تعود على المولاس، فهو مشروع قومي مهم لمصر. ماذا عن خطة التطوير القادمة للشركة؟ نعمل على تطوير البنية التحتية، فضلا عن الإهتمام بقطاع النقل حيث تمتلك الشركة ما يقرب من 158تريلا، ونظرا لأن المساحات التعاقدية كثيرة لم نعد نقتصر على النقل بسيارات الشركة فقط بل نعمل على  التعاقد مع بعض الجمعيات التعاونية للنقل، فضلا عن دفع قيمة النقل للمزارع في حالة اذا ما قام بالنقل لحسابه، وذلك حفاظا على محصول البنجر. العمل على تطوير كافة المنشاءات داخل المصنع حتى تتواكب مع حجم شركة الدلتا لللسكر. إضافة إلى  الإهتمام بقطاع الموارد البشرية، لأن العنصر البشري من المحاور الرئيسية في الانتاج، ولذلك أنشئنا بعض الأقسام الهامة داخل المصنع حتى يتم الاستفادة من خبرات العاملين . وأيضا قسم السلامة والصحة المهنية والذي يتضمن ضرورة اتباع التعليمات الوقائية اثناء العمل فضلا عن الاهتمام بمظهر العمال وضرورة ارتداء الزي الخاص بالعمل.